التفاسير

< >
عرض

مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
٧٠
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ
٧١
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٧٢
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَتَاعٌ } اى سبب تمتّع { فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } تمهيد للتّهديد { ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } تذكيراً وتهديداً لهم وتسلية لنفسك فى تكذيبهم { نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي } بمعنى الاقامة او القيام او مكان القيام { وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ } والمقصود انّه ان كان كبر عليكم كونى فيكم بالدّعوة فتريدون اجلائى او دفعى عن الدّعوة او اهلاكى { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ } اجمعت الامر وعليه وجمعت عليه عزمت كأنّ الامر قبل العزم كان متفرّقاً وبالعزم تجمّعه وقرئ فاجمعوا من الثّلاثىّ المجرّد { وَشُرَكَآءَكُمْ } قرئ بالضّمّ عطفاً على ضمير الفاعل وقرئ بالنّصب عطفاً على امركم بلحاظ اصل معنى الجمع او مفعولاً معه او مفعولاً لمحذوف تقديره وادعوا شركاءكم وتحدّى معهم استظهاراً بالله واطميناناً بنصرته { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } يعنى تدبّروا غاية التّدبّر فى اجماع الامر حتّى لا يبقى ضرّه ونفعه مستوراً عليكم او لا يصير عاقبته وبالاً وغمّاً لكم { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ } اقضوا الامر المعزوم عليه { إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } بتضرّركم بدنياكم { فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ } يعنى ان تولّيتم لكذبى وافترائى فقد تحدّيت فى غاية الاطمينان والكاذب لا يتحدّى كذلك وان تولّيتم لتضرّركم بدنياكم فما سألتكم من اجرٍ فلا وجه لتولّيكم لا من جهة الدّنيا ولا من جهة الآخرة { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } المنقادين لحكمه.