التفاسير

< >
عرض

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً
٥
إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
٦
-العاديات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } الكنود كافر النّعم، والكافر واللّوّام لربّه تعالى، والبخيل، والعاصى، ومن يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده، والمراد بالانسان مطلق الانسان، فانّها كما روى نزلت فى غزاة علىٍّ (ع) لاهل الوادى اليابس كانوا اثنى عشر الفاً قد استعدّوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان يقتلوا محمّداً (ص) وعلىّ بن ابى طالب (ع) فأرسل النّبىّ (ص) اليهم ابا بكر فلمّا وصل اليهم ورأى عدّتهم وكثرتهم جبّن وجبن اصحابه ورجع الى رسول الله (ص) فقال الرّسول (ص) خالفت قولى وعصيت الله وعصيتنى، ثمّ ارسل اليهم عمر، ففعل مثل ما فعل صاحبه، ثمّ ارسل اليهم عليّاً (ع) واخبر انّه سيفتح الله على يديه، فسار علىّ (ع) اليهم فى اربعة آلافٍ من المهاجرين والانصار وسار بهم غير مسير صاحبيه فانّهما كانا يسيران برفقٍ وسار علىّ (ع) واتعب القوم حتّى وصل الى مكانٍ يرونهم فلمّا سمع اهل الوادى اليابس بمقدم علىٍّ (ع) اخرجوا اليه منهم فأتى رجل شاكى السّلاح وخرج علىّ (ع) مع نفرٍ من اصحابه فقالوا لهم: من انتم؟ - ومن اين اقبلتم؟ - قال: انا علىّ بن ابى طالب جئنا اليكم لنعرض عليكم الاسلام فان تقبّلوا والاّ قتلناكم، فقالوا: انّا قاتلوك وقاتلوا اصحابك، والموعود بيننا وبينك وقت الضّحوة من غدٍ، فانصرفوا وانصرف علىّ (ع)، فلمّا جنّه اللّيل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابّهم فلمّا انشقّ عمود الصّبح صلّى بالنّاس بغلسٍ ثمّ غار عليهم بأصحابه، فلم يعلموا حتّى وطئتهم الخيل فما أدرك آخر اصحابه حتّى قتل مقاتليهم، وسبى ذراريهم، واستباح اموالهم، وخرّب ديارهم، واقبل بالاسارى والاموال معه، فصعد الرّسول (ص) المنبر قبل وصول علىٍّ (ع) واخبر النّاس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انذه لم يفلت منهم الاّ رجلان، ونزل، فخرج يستقبل عليّاً (ع) فى جميع اهل المدينة حتّى لقيه على ثلاثة اميال من المدينة، فلمّا رآه علىّ (ع) مقبلاً نزل عن دابّته ونزل النّبىّ (ص) حتّى التزمه وقبّل ما بين عينيه، وعن جعفر بن محمّدٍ (ع): ما غنم المسلمون مثلها قطّ الاّ ان يكون من خيبر فانّها مثل خيبر فانزل الله تبارك فى ذلك اليوم هذه السّورة.