التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ
٥
لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ
٦
-التكاثر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ } فى الدّنيا { ٱلْجَحِيمَ } كما انّكم فى الآخرة تصيروت عالمين فترونّ الجحيم وقد مضى مكرّراً انّ علوم النّفوس لكونها غير المعلومات وجواز انفكاك المعلومات عنها اذا كانت النّفوس مدبرة عن دار العلم سمّيت ظنوناً فى الكتاب والاخبار بخلاف ما اذا كانت مقبلةً على دار العلم، فانّ ظنونها تصير علوماً بل اشرف من العلوم حينئذٍ، ومراتب اليقين ثلاثٌ؛ علم اليقين وهو ادراك الشّيء بصورته الحاصلة عند النّفس بشهود آثار ذلك الشّيء او وجدانها فى وجوده، وعين اليقين وهو مشاهدة عين ذلك الشّيء، وحقّ اليقين وهو التّحقّق بذلك الشّيء، والمعنى لو تعلمون فى الدّنيا علم اليقين لادّى بكم الى رؤية الجحيم فى الدّنيا فانّ الظّن يؤدّى الى العلم، والعلم الى الرّؤية، والرّؤية الى المعاينة، والمعاينة الى التّحقّق، ولقد مرّ تفصيل تامّ لمراتب الظّنّ والعلم واليقين، والفرق بين العلم الاخروىّ والعلم الدّنيوىّ فى سورة البقرة عند قوله تعالى: { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [البقرة:102].