التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ
٣
-العصر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالبيعة الخاصّة او الاّ الّذين آمنوا بالبيعة الخاصّة وعملوا الصّالحات بالوفاء بشروط البيعة { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ } التّواصى اعمّ من ان يكون بالقال او بالحال او بالفعال او بالدّعاء والالتماس من الله فى الحضور او بظهر الغيب، فانّه قد مرّ فى سورة البقرة عند قوله تعالى: { { أُوْلَـٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ } [البقرة:221] بيان انّ المؤمن بوجوده يدعو الى الجنّة وان لم يكن له دعوة قالاً، والمراد بالحقّ الولاية فانّها حقة بحقيقة الحقّيّة، وان كان المراد به الحقّ المطلق كان المراد منه ايضاً الولاية لانّ ظهور الحقّ المطلق لا يكون الاّ بالحقّ المضاف الّذى هو الولاية ويراد كلّ امر ثابت وكلّ امر غير باطل بارادة الولاية فانّ الكلّ من شعب الولاية { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } على الحقّ او بالصّبر مطلقا فانّ جميع انواع الصّبر الّتى امّهاتها ثلاث؛ الصّبر على المصائب، والصّبر عن المعاصى، والصّبر على الطّاعات، راجعة الى الصّبر على الحقّ فانّ المنظور من الصّبر على المصائب ان لا يجزع عند المصيبة لانّ الجزع لا يكون الاّ بالغفلة عن الولاية، والمنظور من الصّبر عن المعاصى عدم خروج النّفس عن انقياد العقل فى ادامة الحقّ، والخروج عن الانقياد لا يكون الاّ بالغفلة عن الولاية، والصّبر على الطّاعة ليس الاّ الصّبر على الولاية الّتى هى روح كلّ طاعةٍ، ولا شكّ انّ المؤمنين اذا التقيا حَصَل لكلٍّ بملاقاة الآخر صبر وزيادة توجّهٍ واشتداد ترقّبٍ لوجهته الولويّة، وليجد المؤمن ذلك من وجوده.