التفاسير

< >
عرض

ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
١
-الهمزة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } الهمز الغمز، والضّغط والنّخس والدّفع والضّرب والعضّ والكسر، والكلّ من باب نصر وضرب، واللّمز العيب والاشارة بالعين ونحوها، والضّرب والدّفع والفعل من البابين، قيل: المراد بالهمزة الطّعّان، وباللّمزة المغتاب، وقيل: العكس، وقيل: الهمزة الّذى يطعن فى وجهك واللّمزة الّذى يطعن فى غيابك، والصّيغتان تستعملان فيما صار عادة وسجيّةً، والرّذيلتان حاصلتان فى تركيب الشّيطنة والسّبعيّة والبهيميّة فانّ صاحبهما بشيطنته يتكبّر على النّاس ويحقّرهم وبغضبه يدفع فضل من يتفضّل عليه، وبشهوته يريد ان يكون ممدوحاً فى النّاس، ذا فضيلة عندهم محبوباً لهم، واذا اجتمع هذه الخصال يغتاب ويغمز ويطعن فى النّاس لرؤية نفسه واستكباره على الخلق وتحقيرهم، وارادة كونه محبوباً فيهم بظهور النّقص فيهم وعدم ظهوره فيه، فهما اخسّ الرّذائل.