التفاسير

< >
عرض

فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ
٣
-قريش

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ } يعنى لان جعل الله قريشاً ذات الفة بملوك النّواحى مثل ملك الفارس والشّام والحبشة واليمن بواسطة كونهم اهل مكّة وصاحبى بيت الله فليعبدوا ربّه قيل: كان هاشم يألف الى الشّام وعبد شمس الى الحبشة، والمطّلب الى اليمن، ونوفل الى فارس، وكان تجّار قريش يختلفون الى هذه الامصار بسبب هذه الاخوّة والفتهم لملوك تلك النّواحى، وقيل: انّما كانت قريش تعيش بالتّجارة وكانت لهم رحلتان فى كلّ سنة، رحلة فى الشّتاء الى اليمن لانّها بلاد حامية، ورحلة فى الصّيف الى الشّام لانّها باردة، فلمّا قصد اصحاب الفيل مكّة اهلكهم الله لتألّف قريش هاتين الرّحلتين وكانت لا يتعرّض لهم احد بسوءٍ وكانوا يقولون: قريش سكّان حرم الله وولاة بيته، ويجوز ان يكون اللاّم للتّعجّب والعامل محذوفاً.