التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ
١
-الكافرون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ }روى "انّ نفراً من قريش اعترضوا لرسول الله (ص) فقالوا: يا محمّد (ص) هلمّ نعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشرك نحن وانت فى الامر؟ فقال: معاذ الله ان اشرك به غيره، قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد الهك، فقال: حتّى انظر" ، فنزلت السّورة فأيس قريشٌ من محمّدٍ (ص) وتصديقه، وقد مضى فى الفصل السّادس من فصول اوّل الكتاب انّ القارى ينبغى ان يجاهد حتّى يشاهد او يتّحد مع خلفاء الله او مع فعل الله فيصير لسانه لسان الله او لسان خلفائه، فيصير حين قراءة امثال هذه السّورة عن مخاطبات الله آمراً من الله بل يصير امره امر الله؛ فاعلم انّ الانسان لكونه مختصراً من جميع العوالم وفيه لطائف جميع العوالم ولطائف جميع مقامات الانبياء والاولياء(ع) ينبغى ان يجاهد وقت قراءته حتّى يصير لسانه لسان الله او لسان وسائط الوحى ويصير سمعه سمع اللّطيفة النّبويّة فاذا قال: قل، يصير ذلك القول امراً من الله باللّسان المنسوب الى الله او الى الملك المبلّغ من الله ويصير المستمع لطيفته النّبويّة فيتمثّل الامر ويخاطب كفّار وجوده من القوى البهيميّة والسّبعيّة والشّيطانيّة بعد ابائهم عن اتّباعه واصرارهم على كفرهم وعبادتهم اصنامهم الّتى هى اهويتهم وبعد دعوتهم نبيّهم الّذى هو لطيفته النّبويّة الى موافقتهم فيقول: يا ايّها الكافرون.