التفاسير

< >
عرض

وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ
٥
-الكافرون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } واشار بتغيير الصّيغة فى جانب الكفّار الى انّهم كانوا عابدين لاهويتهم بعبادة الاصنام واهويتهم غير ثابتة بل هى متغيّرة متبدّلة فكان معبودهم فى الامس غير معبودهم فى الحال والمستقبل، وبتوافق الصّيغة فى جانب محمّدٍ (ص) الى انّ معبوده كان فى الماضى والحال والآتى واحداً غير متعدّدٍ ولا مختلفٍ ولا يحصل تلك اللّطيفة الاّ بالتّكرار، والوجه الاخر للتّكرار انّ السّورة فى مقام التّبرّى واظهار السّخط والمغايرة، والتّكرار مناسب لهذا المقام، ويجوز ان يكون لفظة ما مصدريّةً فى المواضع الاربعة او فى الموضعين الاخيرين، والاتيان بما فى قوله تعالى: ما اعبد، على تقدير كون ما موصولةً دون من للمشاكلة لقوله: ما تعبدون ولانّ المناسب لمقام التّبرّى والسّخط والمحاجّة الاتيان باللّفظ العامّ دون الخاصّ وليطابق اعتقادهم لتصوّرهم انّ ربّ السّماوات والارض يكون مثل اربابهم، نقل انّه سأل ابو شاكرٍ الدّيصانىّ ابا جعفر الاحول عن وجه التّكرار وقال: هل يتكلّم الحكيم بمثل هذا القول ويكرّر مرّة بعد مرّةٍ؟! فلم يكن عند الاحول فى ذلك جواب فدخل المدينة فسأل الصّادق (ع) عن ذلك فقال: كان سبب نزولها وتكرارها انّ قريشاً قالت لرسول الله (ص) تعبد الهنا سنةً ونعبد الهك سنةً؛ فأجابهم الله بمثل ما قالوا.