التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ
١٠١
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } عطف لدفع توهّم انّ حصادهم واستيصالهم بالكلّيّة ظلم من الله { وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } بارتكاب ما جلب عليهم العذاب من دعاء غير الله وشنائع الاعمال يظنّ انّ الاليق بسياق هذه العبارة ان يقال: وما نحن ظلمناهم ولكنّهم ظلموا انفسهم لانّه اذا اريد نفى الفعل عن فاعل واثباته لفاعل آخر يؤتى بالفاعل المنفىّ عنه عقيب اداة النّفى وبالفاعل المثبت له عقيب اداة الاستدراك، لكنّه تعالى اراد ان يشير الى انّه لم يكن فى الاستيصال ظلم بل كان عدلاً وانّما الظّلم كان افعالهم الشّنيعة المؤدّية الاستيصال فنفى فى الاوّل اصل الظّلم بواسطة الاستيصال واثبت ظلماً آخر سوى الاستيصال لهم { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ } ولا دفعت { آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الاصنام السّفليّة والاجسام العلويّة والاشخاص البشريّة الّتى ما انزل الله بها من سلطانٍ دون ولىّ الامر { مِن شَيْءٍ } من العذاب { لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ } بالعذاب والاهلاك { وَمَا زَادُوهُمْ } اى ما زادهم الآلهة { غَيْرَ تَتْبِيبٍ } غير الاهلاك والتّخسير.