التفاسير

< >
عرض

وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ
١١٤
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } عطف على استقم او لا تطغوا او لا تركنوا { طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } المراد بطرفى النّهار كما فى الخبر الغداة والمغرب وزلفاً جمع زلفة بمعنى القريبه اى ساعات قريبة من النّهار والمراد العشاء { إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ } تعليل لاقامة الصّلاة والمقصود دفع توهّم نشأ من النّهى عن الطّغيان بمعنى عدم التّمكّن والنّهى عن الرّكون الى الظّلمة كأنّه توهّم انّه لا يخلوا احد من عدم التّمكّن والرّكون الى الظّالم ولا سيّما الظّالم لنفسه، وفى الخبر انّ الصّلاة الى الصّلاة كفّارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر، وورد انّ الله يكفّر بكلّ حسنة سيّئة، وورد انّه ليس له شيء اشدّ طلباً ولا اسرع دركاً للخطيئة من الحسنة امّا انّها لتدرك الّذنب العظيم القديم المنسىّ عند صاحبه فتحطّه وتسقطه وتذهب به بعد اثباته، وذلك قوله سبحانه: انّ الحسنات يذهبن السّيئّات، وعن احد الصّادقين (ع): "انّ عليّاً (ع) قال: سمعت حبيبى رسول الله (ص) يقول: ارجى آية فى كتاب الله اقم الصّلاة طرفى النّهار (الآية) وقال: يا علىّ والّذى بعثنى بالحقّ ونذيراً انّ احدكم ليقوم الى وضوئه فتساقط عن جوارحه الّذنوب، فاذا استقبل الله بقلبه ووجهه لم ينفتل وعليه من ذنوبه شيءٌ كما ولدته امّه" { ذٰلِكَ } اى اذهاب الحسنات للسّيّئات او قول انّ الحسنات يذهبن السّيّئات { ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ } اى تذكّر لهم لما يرونه فى وجودهم وعالمهم من انمحاء السّيّئات بالحسنات ومن غسل الصّلاة لدرن الذّنوب عن وجودهم والمراد بالذّاكرين من كان شأنهم تذكّر المساوى الحاصلة لهم من افعالهم الشّنيعة وهم الّذين قبلوا الولاية ودخلوا الابيات من ابوابها وذكروا الله من جهة ذكره.