التفاسير

< >
عرض

فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ
١١٦
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } بعد ما نهى عن الطّغيان وذكر مسيس النّار بالرّكون الى الظّالم وانّ الصّلاة حسنة وانّ الحسنات يذهبن السّيّئات وامر بالصّبر على الطّاعات واذى القوم واشار الى الامر بالاحسان، وبّخهم على ترك النّهى عن الطّغيان والرّكون وعلى عدم الصّبر على الاذى والطّاعات مشعراً بتسبّبه عمّا قبله باتيان الفاء، اى اذا كان الامر هكذا فانتم موبّخون على ترك النّهى عن هذا الامر العظيم الّذى يدخل بسببه عباد الله النّار، والمراد بالبقيّة هو بقيّة الله وقد مضى فى تفسير بقيّة الله انّ العقل وجنوده رسول الله الى العالم الصّغير وبعد استيلاء الشّيطان على مملكة هذا العالم فان بقى من العقل وجنوده شيءٌ كان الانسان ذا بقيّة من جنود الله والاّ فلا { يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلأَرْضِ } ارض العالم الصّغير وارض العالم الكبير { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } استثناء متّصل من اولوا بقيّة باعتبار النّفى المستفاد من اداة التّخصيص اى ما كان من القرون اولوا بقيّة من رسول الله الباطنىّ او الظّاهرىّ الاّ قليلاً هم من انجينا او بعض ممّن انجينا او ناشئاً ممّن انجينا ومتولّداً منهم، ومنهم ظرف لغواى انجينا من بينهم حين هلاكهم او انجيناهم من شرّ تلك القرون او ظرف مستقرّ اى ممّن انجينا حال كونهم بعضاً من القرون او متولّداً منهم { وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ } عطف للحاظ المعنى كأنّه قال: فنهى اولو البقيّة واتّبع الّذين ظلموا ما اترفوا فيه وتركوا النّهى طلباً للرّاحة وخوفاً من اذى القوم وزوال النّعمة والآية توبيخ لاهل عصر الرّسول (ص) وبيان لذمائمهم { وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } تمرّنوا عليه وصار الاجرام سجيّةً لهم.