التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
١١
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
١٢
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } فانّهم لصبرهم وثباتهم على النّظر الى المنعم لا يخرجهم زوال النّعمة الى اليأس والكفران غفلة عن المنعم ولا تجرّهم النّعمة الى البطر والفخر لخوفهم عن الاستدراج وعن زوالها { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } والمراد بالصّبر حقيقة هو الدّخول فى الاسلام وتحت احكام النّبوّة ولقد فسّر الصّبر فى قوله واستعينوا بالصّبر بمحمّدٍ (ص) لنبوّته والمراد بعمل الصّالحات حقيقة هو الدّخول فى الايمان وتحت احكام الولاية وقد فسّر الصّلاة فى الآية المذكورة وهى اصل الاعمال الصّالحة بعلىّ (ع) لولايته { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } فى فضيلة علىّ (ع) او فى ولايته كما روى انّه (ص) دعا لعلىّ (ع) فاستهزأ قومه او انّه (ص) بعد ما نزل الوحى بولاية علىّ (ع) خاف من تكذيب قومه فنزل الآية او بعض ما يوحى اليك مطلقاً على ظاهره { وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ } لان يقولوا او كراهة ان يقولوا { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ } ان كان صادقاً فى انّه ينزل عليه الوحى او فى انّه يجاب دعاؤه { أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } فيعينه او يصدّقه { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ } تعليل للمقصود من قوله لعلّك تارك يعنى لا ينبغى لك التّرك لقولهم واستهزائهم لانّ شأنك الانذار وليس عليك قبولهم وردّهم حتّى تترك شأنك لردّهم { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } لا انت فعليه ترك الانذار والاهمال حيثما استحقّوا ذلك والامر بالانذار والرّدع عن المساوى حيثما استحقّوا ذلك وعليه اثابة الفاعل وعقوبة المنكر فليس عليك الاّ ما هو شأنك من الانذار والتّبليغ ما لم تنه عنه من الله.