التفاسير

< >
عرض

وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً
٢
-النصر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } لمّا فتح الله تعالى مكّة صار جميع الاعراب فى الاطراف ذليلاً منقاداً لمحمّدٍ (ص) وكانوا يدخلون فى الاسلام من دون مقاتلةٍ ودعوةٍ، والدّين كما يطلق على الملّة وعلى الولاية الّتى هى الطّريق الى الله بحسب التّكليف والاختيار يطلق على مطلق الطّريق الى الله تكويناً او تكليفاً لذوى الشّعور او غير ذوى الشّعور، واذا ارتفع القيود والحدود عن نظر الكامل يرى الكلّ داخلين فى دين الله يعنى فى طريق السّلوك الى الله بل يرى الكلّ عقلاء علماء عرفاء ساعين الى الله والى مظاهره اللّطفيّة والقهريّة ولا يرى شيئاً من الموجودات خارجاً من دين الله فانّه اذا جاء الفتح المطلق للسّالك يرى جميع الحدود والتّعيّنات مرتفعة كما قيل:

صورت خود را شكستى سوختى صورت كلّ را شكست آموختى

واذا انقلب البصر ورأى السّالك ذلك كان زمان ارتحاله الكلّىّ ونقلته العظمى قريباً فيستنبط من هذا ايضاً نعى نفسه.