التفاسير

< >
عرض

تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
١
-المسد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } تبّ تبّا وتبباً وتباباً وتبيباً نقص وخسر، وتبّ الشّيء قطعه، ونسبة التّبّ الى يديه لاجل قطعه حياته الابديّة ووصلته الاخرويّة بيديه، ولكون اعماله الّتى هى سبب الخسران والهلاك ظاهرةً على يديه فى الاغلب، والجملة الاولى دعائيّة والثّانية خبريّة او كلتاهما دعائيّة او خبريّة، ويكون الاولى بالنّسبة الى الدّنيا والاخرى بالنّسبة الى الآخرة، او بملاحظة انّ الاولى بالنّسبة الى نفسه والثّانية بالنّسبة الى الاغناء بالمال، وابو لهب هذا عمّ رسول الله (ص) واسمه عبد العزّى وكنّوه بتلك الكنية لبريق وجنتيه، وأتى بكنيته دون اسمه لمراعاة الجناس مع قوله: { ذَاتَ لَهَبٍ }، وكان شديد المعاداة لمحمّدٍ (ص): قيل: رأيت فى سوق ذى المجاز شابّاً يقول: ايّها النّاس قولوا: لا اله الاّ الله تفلحوا، واذاً برجل خلفه يرميه قد ادمى ساقيه، ويقول: ايّها النّاس انّه كذّاب فلا تصدّقوه، فقلت: من هذا؟ - فقالوا: هو محمّد (ص) يزعم انّه نبىٌّ وهذا عمّه ابو لهب: يزعم انّه كذّاب.