التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِناً وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ
٣٥
-إبراهيم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ } واذكروا وذكّر قومك دعوة ابراهيم (ع) ومقالته فانّ فيها ترغيباً الى الخيرات وترهيباً عن الاشراك ومعرفةً لبعض اوصاف الله وتعليماً لطريق التّضرّع والمسألة منه وبياناً لشرف ذرّيّته وفى بيان شرفهم ترغيب للخلق اليهم، وفى رغبتهم اليهم نجاة لهم فى الآخرة وشرافة فى الدّنيا { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِناً } ذا امنٍ.
اعلم، انّ بلدة مكّة وعمارتها كانت بسعى ابراهيم (ع) وتعميره كما انّ البيت كان بسعيه وتعميره فكان البلد مظهراً لصدره المنشرح بالاسلام المطهّر من الوساوس والارجاس، والبيت مظهراً لقلبه الّذى هو بيت الله الحقيقىّ وقد اجاب تعالى شأنه دعاءه حيث جعل صدره مأمناً عن كلّ شرّ وفساد وبلده مأمناً بالمواضعة لامره التّكليفىّ ان لا يتعرّض لاحدٍ ولا لحيوان ولا نبات كان فى الحرم { وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } المصنوعة او اصنام الاهوية اوكلّ ما يطاع ويعبد من دون اذن الله.