التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
١١٦
مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١١٧
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ } قرئ بالرّفع صفة لالسنتكم وقرئ بالنّصب مفعولاً لقوله لا تقولوا او لقوله تصف ولفظ ما موصول اسمىّ او حرفىّ او موصوف وقوله { هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ } مفعول لا تقولوا على بعض الوجوه، او بدل من الكذب على بعض الوجوه، او مفعول تصف على بعض الوجوه { لِّتَفْتَرُواْ } لينتهى الى الافتراء { عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ } يعنى ما يقصدونه من هذا القول متاعٌ قليلٌ { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } فى الاخرة ولا ينبغى للعاقل ان يطلب المتاع القليل المستعقب للعذاب الاليم، نسب الى الصّادق (ع) انّه قال: اذا اتى العبد بكبيرةٍ من كبائر المعاصى او صغيرةٍ من صغائر المعاصى الّتى نهى الله عنها كان خارجاً من الايمان وساقطاً عنه اسم الايمان وثابتاً عليه اسم الاسلام فان تاب واستغفر عاد الى الايمان ولم يخرجه الى الكفر والجحود والاستحلال فاذا قال للحلال: هذا حرام، وللحرام: هذا حلال ودان بذلك، فعندنا يكون خارجاً من الايمان والاسلام الى الكفر وكان بمنزلة رجل دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة فأحدث فى الكعبة حدثاً فأخرج عن الكعبة والحرم فضربت عنقه وصار الى النّار.