التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ
٣٦
إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٣٧
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً } ولقد بلّغ الرّسل فقد ادّينا ما علينا وادّوا ما عليهم فالنّقص والتّقصير كان منهم { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } فلم يقبلوا من رسولهم { فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ } بقبوله قول الرّسول (ع) { وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ } ووجه اختلاف الفعلين فى النّسبة ظاهر لانّ الهداية منتسبة الى الله اوّلاً وبالّذات والاضلال منتسب اليه تعالى ثانياً وبالعرض وفى الخبر، ما بعث الله نبيّاً قطّ الاّ بولايتنا والبراءة من اعدائنا وذلك قوله تعالى: ولقد بعثنا (الآية) الى قوله من حقّت عليه الضّلالة يعنى بتكذيبهم آل محمّد ووجه الخبر قد مضى مفصّلاً من انّ شأن النّبوّة الانذار والدّلالة الى الولاية وانّ ولاية كلّ ولىّ ظلّ من ولاية الاولياء الكلّيّة وهم آل محمّد (ص) وانّ عبادة الله لا تتصوّر الاّ من طريق الولاية وانّ آل محمّد (ص) مظاهر الله وعبادة الله لا تتصوّر الاّ بتوسّط طاعة المظاهر { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } اى ارض عالم الطّبع لتعلموا آثار المكذّبين واخبارهم او ارض القرآن واخبار الماضين او ارض العالم الصّغير { فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ } يا محمّد (ص) { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } اقناط له (ص) عن هديهم وتهديد بليغ للمكّذبين.