تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
{ وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } بانبات الحبوب الّتى تحت ترابها والعروق الّتى فيها وكذلك احياؤكم بعد موتكم حالكونكم نطفة وجماداً وبعد موتكم عن الحياة الحيوانيّة واحياؤكم فى النّشور { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً } دالّة على بعثكم وعلى علم الله وقدرته { لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } يستسلمون فانّ السّماع اوّل مراتب الايمان ثمّ بعده الايمان ثمّ العقل ثمّ الفكر، والتّذكّر يأتى فى كلّ من المراتب، والمراد بالسّماع الانقياد كما فى قوله { { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق:37] ولمّا كان دلالة انزال الماء وانبات عروق الارض وحبوبها على علمه وقدرته واحياء الموتى يكفيها الخروج من العناد والدّخول فى مقام الانقياد اكتفى فيها بالسّماع.