التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٧٧
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ما غاب عنهما او جهتهما الّتى هى غائبة عن العباد ومن غيبهما الخفايا من احوال العباد ويلزم منه خفاء صاحب الخير والشّرّ فلا تعلمون من العباد من كان بحسب السّريرة كالمملوك العاجز ومن كان آمراً بالعدل والله يعلم ذلك وهو بمنزلة { { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [النور:19] فى الآية السّابقة والمقصود انّكم لمّا لم تكونوا عالمين باحوال الاشياء والعباد لم يجز لكم ان تختاروا من عند انفسكم شريكاً لله او لعلىٍّ (ع) ولا احداً لهدايتكم وجلب نفعكم ودفع ضرّكم ولزم ان تكلوا الامر اليه تعالى فانّه العالم بمن ينبغى ان يختارو بمن ينبغى ان يختار فلا تجاوزوا فى ذلك النّصّ من الله على لسان من علمتم خلافته لله { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ } فى سرعة اتيانها وحساب الخلائق فيها وجزاء الخلائق على اعمالهم { إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } وهو تهديد لمن استبدّ برأيه وخالف امر الله ونصّه فى احكامه { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } من حساب الخلائق فى اسرع زمانٍ وعقوبة العاصى وثواب المطيع.