التفاسير

< >
عرض

وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً
٨٠
-الإسراء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي } فى ذلك المقام وما ورد من تفسير بدخول مكّة او بدخول كلّ مُدخل او بدخول كلّ مدخل يخاف منه انّما هو لسعة وجوه القرآن وجواز تعميم الآية، ولا ينافى كون المقصود فى ذيل وعد البعث الى المقام المحمود مسئلة الدّخول فى ذلك المقام، ولمّا كان خطابه (ص) يشمل امّته نحو شمول خطاب الكلّ للاجزاء او خطاب المتبوع للتّابع كان الامّة مقصودة وكان المقصود بالنّسبة اليهم سؤال دخول مقامات السّالكين الى الله او سؤال دخول المقام المحمود الجزئىّ الّذى هو آخر مقامات السّالكين بحسب مراتبهم { مُدْخَلَ صِدْقٍ } ادخال صدقٍ او محلّ ادخال صدق، وقرئ بفتح الميم والاضافة الى الصّدق للمبالغة اى ادخالاً ثابتاً للصّدق لا يكون له الاّ شأن الصّدق، او الصّدق بمعنى الصّادق اى ادخال صادق ويكون التّعبير بالصّدق للمبالغة فيكون الاضافة ايضاً للمبالغة فانّ المعنى حينئذٍ ادخال شخصٍ لا يبقى فيه الاّ الصّدق وصدق الادخال فى مقام ان يدخل ويتمكّن فيه بحيث لا يتصوّر له الخروج وزوال ذلك المقام عنه ولذلك قيل: الخروج عن غير دخول جهلٌ يعنى الخروج من مقامٍ من غير تمكّن الدّخول فيه جهلٌ والاّ فالخروج فرع الدّخول { وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ } والاخراج بالصّدق يكون بالتّمكّن فى المدخل { وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً } والتّنوين للتّفخيم والسّلطان النّصير هو الولاية المطلقة الظّاهرة فى مظاهرها الكلّيّة والجزئيّة، واصل كلّ المظاهر علىّ (ع) ببشريّته كما انّه حقيقة الولاية المطلقة بعلويّته وقد اجابه (ص) الله تعالى حيث كان علىّ (ع) معه بعلويّته سرّاً وببشريّته جهراً وهو كان بعلويّته السّكينة النّازلة عليه (ص) بصورته المثاليّة.