التفاسير

< >
عرض

وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً
١٠٠
ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً
١٠١
-الكهف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي } اى عن تذكّرى حين رؤية المصنوعات الّتى يتذكّر بها.
اعلم، انّ الّذكر ههنا بمعنى ما يتذكّر به وبهذا المعنى جملة المصنوعات ذكر لله وبحسب اختلاف التّذكّر بها يختلف المصنوعات فى اطلاق الّذكر عليها قوّةً وضعفاً ولذا سمّى بعضها ذكراً دون بعضٍ كالقرآن والرّسول (ص) والامام (ع)، ولفظ اللّسان وذكر الجنان والسّكينة القلبيّة والصّلاة، والمقصود انّ الكافرين هم الّذين كانت اعينهم القلبيّة فى غطاءٍ من الاهواء والآمال وسائر صفات النّفس عمّا يتذكّر به الله من حيث انّه ذكر لله وان كانت اعينهم الظّاهرة مشاهدة للمصنوعات كالقرآن والرّسول (ص) والامام (ع) مثلاً، ولمّا كان علىّ (ع) بعلويّتيه حقيقة ذكر الله تعالى فسّروه بعلىٍّ (ع) وولايته؛ فعن الرّضا (ع) انّ غطاء العين لا يمنع من الّذكر والّذكر لا يرى بالعين ولكنّ الله عزّ وجلّ شبّه الكافرين بولاية علىّ (ع) بن ابى طالب بالعميان لانّهم كانوا يستثقلون قول النّبىّ (ص) فيه ولا يستطيعون له سمعاً، وعن الصّادق (ع) فى هذه الآية يعنى بالذّكر ولاية امير المؤمنين (ع) قال: كانوا لا يستطيعون اذا ذكر علىّ (ع) عندهم ان يسمعوا ذكره لشّدة بغضٍ له (ع) وعداوةٍ منهم له (ع) ولاهل بيته (ع) { وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } اى لا يقدرون على التّقليد والانقياد، والمقصود انّ الكفّار ليس لهم قلب حتّى يمكنهم التّحقيق به والشّهود لعلىٍّ (ع) من حيث كونه ذكراً ولا يلقون السّمع والانقياد حتّى يكونوا من اهل التّسليم والسّلامة كما اشار الى المقامين بقوله تعالى: لمن كان له قلب او القى السّمع وهو شهيد.