التفاسير

< >
عرض

هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً
٤٤
-الكهف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ } فى موضع تعليل والولاية بالفتح التّصرّف والنّصرة والتّربية وبالكسر السّلطنة والامارة وقرئ بهما، وهنالك اسم اشارة يشار به الى المكان والمراد به مرتبة من النّفس لتشبيهها بالمكان يعنى فى تلك الحال الّتى تنقطع آمال النّفس من كلّ ما سوى الله يظهر لها انّ الولاية لله الّذى يظهر انّه كان حقّاً لا غير، ولذلك كانت ولايته باقيةً وولاية غيره باطلةً ففائدة التّوصيف الاشعار بظهور كونه تعالى حقّاً حينئذٍ وكون غيره باطلاً، ولا يخفى على المستبصر تأويل الآية وتنزيلها على موسى الفقير العقل وفرعون الغنىّ النّفس، وصفحتى النّفس العلاّمة والعمّالة اللّتين هما جنّتان كثيرتا الثّمار والاجل الّذى هو مهلك الجنّتين ويبيّن هذا التّأويل قوله واضرب لهم مثل الحياة الدّنيا { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } حال من الله واستينافٌ جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ يعنى هو بذاته ثواب للمتّقين الكاملين فى التّقوى وهو خيرٌ من كلّ ثواب { وَخَيْرٌ عُقْباً } وهو بذاته عاقبة لاهل التّقوى ولا عاقبة احسن منه.