التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً
٦٣
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً
٦٤
-الكهف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ أَرَأَيْتَ } كلمة تعجّب فى العرب والعجم بلفظها وترجمتها والاصل: ارأيت ما دهانى؟ { إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ } فحذف الموصول وصلته واقيم الظّرف مقامه، او الاصل ارأيت بليّة اذ اوينا، فحذف المضاف وابقى المضاف اليه، او الظّرف بنفسه مفعول على طريق المجاز العقلىّ، او المفعول محذوف، واذ أوينا مستأنف مفسّر للمفعول المحذوف، ولفظة اذ متعلّق بمحذوفٍ مفسّر بقوله { فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ } اى تركته على الصّخرة او نسيت امره الغريب ان اذكره لك حين حيى وافلت الى البحر، وذكر انّه للكثرة ما كان يرى من امثاله من موسى (ع) لم يكن يبالى به وبذكره { وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } لك او اتذكّره { وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً قَالَ ذَلِكَ } اى امر الحوت لانّه كان دليلاً على المطلوب، او الرّجل المستلقى عند الصّخرة { مَا كُنَّا نَبْغِ } حذف اللاّم للوصل بنيّة الوقف اشعاراً بعدم تمام الطّلب والسّلوك مع الخضر (ع) { فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا } فى الطّريق الّذى جاء فيه طلباً للموضع والرّجل الّذى كان فى ذلك الموضع { قَصَصاً } يقتصّان آثارهما قصصاً، او مقتصّين، او هو مصدر من غير لفظ الفعل.