التفاسير

< >
عرض

فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً
٧٤
-الكهف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَٱنْطَلَقَا } بعد الخروج من البحر فى البرّ { حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً } يلعب بين الصّبيان حسن الوجه كأنّه قطعة قمر وفى اذنيه درّتان فنظر اليه الخضر (ع) فأخذه من غير تروٍّ واستكشاف حالٍ { فَقَتَلَهُ } فوثب موسى (ع) لما اخذته الغيرة لأنّه رأى منه ما استنكره غاية الاستنكار ورأى منه ما يعدّه فى ظاهر الشّريعة غاية الظّلم وانّ صاحبه مستحقّ للقتل وكأنّه اخذ البعض فى الله الاختيار منه فوثب مضطراً وأخذ الخضر (ع) وجلد به الارض ولذلك قال النّبىّ (ص) كانت الاولى منه نسياناً { قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } بغير قتل نفسٍ ولا يستحقّ الصّبىّ القتل فى شرعٍ { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } النّكر ابلغ فى الاستنكار من الامر قال الخضر (ع) انّ العقول لا تحكم على امر الله بل امر الله يحكم عليها فسلّم لما ترى منّى واصبر عليه فقد كنت علمت انّك لن تستطيع معى صبراً؛ و { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قَالَ }.