التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً
٤
وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً
٥
-مريم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي } اظهار لعجزه ومسكنته مقدّمة للدّعاء، او اظهار ليأسه عن الولد واتّكاله فى دعائه على محض فضله من دون مدخليّة الاسباب الطّبيعيّة { وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ } فى الارث الصّورىّ من التّضييع والنّزاع والخلاف، او فى الارث المعنوىّ من الاختلاف وتضييع العباد، وهذا اشعارٌ بانّ دعاءه خالٍ من مداخلة الهوى مقدّمة للاجابة، وقرئ خفت بضمّ التّاء من الخوف وخفت الموالى بكسر التّاء وتشديد الفاء من الخفّة يعنى خفّت الموالى { مِن وَرَآئِي } ولم يكن لهم حلم يمكنهم به تحمّل متاعب الهداية من العباد { وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } اظهار ليأسه من الاسباب واتّكاله فى دعائه على فضله، والعاقر يستوى فيه المذكّر والمؤنّث { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ } لا من الاسباب ليأسى من الاسباب { وَلِيّاً } يلى امورى بحسب الظّاهر والباطن.