التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً
٨٥
-مريم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

وعلى هذا فيوم نحشر المتّقين ظرف لنعدّ، ويجوز ان يكون ظرفاً لقوله لا يملكون او يكون مفعولاً لا ذكر مقدّراً.
اعلم، انّ التّقوى الحقيقيّة لا تحصل الاّ بالولاية ومن تولّى عليّاً كان تقيّاً استشعر بتقواه ام لا، ويوم الاعراف الّذى هو آخر البرازخ يحشر شيعة علىّ (ع) الى مقاماتهم الاخرويّة ونعيمهم وازواجهم على ما نقل فى الاخبار من التّفاصيل واختيار اسم الرّحمن، لانّ شيعة علىّ (ع) اذا وصل الى الاعراف لم يبق عليه شيءٌ من اوصاف النّفس ويطهّر من كلّ ما ينبغى ان يطهّر عنه من نسبة الافعال والصّفات الى نفسه بل من نسبة الانانيّة الى نفسه ويحصل له الفناء التّامّ الّذى هو آخر مقامات التّقوى، وبعد الفناء التّامّ لا يكون بقاء الاّ ببقاء الله وبعد البقاء يصير الباقى مبقياً لاهل عالمه ومملكته وهذا الابقاء هو الرّجعة فى العالم الصّغير وهو انموذج رحمة الله الرّحمانيّة وبهذا الاعتبار قال: نحشرهم الى الرّحمن وبحسب السّلوك اذا تمّ السّفر الثّانى للسّالك وانتهى تقواه الى الفناء الذّاتىّ وسار بالحقّ فى الحقّ ان ادركته العناية الالهيّة وابقته بعد فنائه يصير السّالك ايضاً باقياً ببقاء الله ومبقياً لاهل مملكته واهل الملك الكبير ويصير عادلاً بعدل الله ومعطياً لكلّ حقّه وهذا من خواصّ اسم الرّحمن ولهذا قال: نحشر المتّقين الى الرّحمن؛ ووفداً جمع مثل ركْب وصحب حال من المتّقين، او مصدر بمعنى الجمع الوصفىّ وحال او مصدر مفعول مطلق من غير لفظ الفعل او بتقدير حشر وفد.