التفاسير

< >
عرض

أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
١٠٠
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ } اى الا يراعوا هؤلاء اليهود الّذين أنكروا رسالة محمّدٍ (ص) وخلافة علىٍّ (ع) بعد الآيات الواضحات الدّالاّت على الرّسالة والامامة وكلّما عاهدوا { عَهْداً } مع الرّسول بمحاكمة واحد منهم مثل عبد الله بن سلام مثلاً او هؤلاء النّصّاب كلّما عاهدوا بمبايعة محمّد (ص) مثل بيعة الرّضوان بالتّسليم فى جميع أوامره وترك الرّدّ عليه وترك مخالفته ومثل البيعة مع محمّد (ص) بغديرخمّ بخلافة علىّ (ع) ومع علىّ بخلافته، وكلّما عاهدوا بدون البيعة ان لا يخالفوا محمّداً (ص) وان يسلموا لعلىٍّ (ع) { نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } اى فى مستقبل أعمارهم لا يرعوون ولا يتوبون مع مشاهدتهم للآيات ومعاينتهم للدّلالات، او المعنى بل اكثرهم لا يصدّقون ولا يذعنون حين المعاهدة، والاتيان بالشّرطيّة كلّيّة يدلّ على أنّ هذه عادتهم قديماً وجديداً لا تنفّك عنهم، نسب الى رسول الله (ص) انّه قال: "اتّقوا عباد الله واثبتوا على ما أمركم به رسول الله (ص) من توحيد الله ومن الايمان بنبوّة محمّدٍ (ص) رسول الله، ومن الاعتقاد بولاية علىّ (ع) ولىّ الله، ولا يغرّنّكم صلاتكم وصيامكم وعباداتكم السّالفة أنّها تنفعكم ان خالفتم العهد والميثاق فمن وفى وُفى له، ومن نكث فانّما ينكث على نفسه، والله ولىّ الانتقام منه، وانّما الاعمال بخواتيمها" .