التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَـٰنَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ
١١٦
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقَالُواْ } اليهود والنّصارى والمشركون { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } حين قالوا: عزير ابن الله، والمسيح ابن الله، والملائكة بنات الله، وهو عطفٌ على أقوالهم السّابقة واظهارٌ لحمقٍ آخر لهم { سُبْحَانَهُ } مصدر سبح كمنع بمعنى تنزّه يعنى تنزّه عن نسبة الولد والنّقائص الّلازمة منها من الحاجة والتّحديد والاثنينيّة تنزّهاً { بَل لَّهُ } من حيث انّه مصدر الكلّ ومنتهاه ومالكه { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } اى السّماوات والارض وما فيهما فلا يكون شيء فيهما ولداً له وعلى تعميم السّماوات لسماوات الارواح والاراضى لجملة عالم الطّبع فلا يكون ممّا سوى الله ولد له فانّ الولد نسبته الى الوالد ليست نسبة المملوكيّة { كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } القنوت الدّعاء والطّاعة والتّواضع وهذه شأن العبيد لا الاولاد الّذين اذا بلغوا كانوا مماثلين مجانسين للوالد.