التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
١٢٨
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ } من أسلم بمعنى انقاد او من أسلم بمعنى اخلص يعنى صار ذا سلامة من آفات النّفس وشرورها، وامّا أسلم بمعنى صار مسلماً وداخلاً فى ملّة الاسلام فانّه من المشتقّات الجعليّة المأخوذة بعد اشتهار ملّة الاسلام { وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ } الجسمانيّة والرّوحانيّة او الجسمانيّة فقط فانّهم أولى بالشّفقة ومن للتّبعيض وهو مع قوله تعالى { أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ } عطف على مفعولى اجعل او من للبيان وامّة ومسلمة عطف على مفعولى اجعل ومن ذرّيّتنا حال عن الامّة او مسلمة صفة أمّة ولك فى مقام المفعول الثّانى ومن ذرّيّتنا حال عمّا بعده. وفى بعض الأخبار انّ المراد أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وفى رواية أراد بنى هاشم خاصّة { وَأَرِنَا } أعلمنا { مَنَاسِكَنَا } محالّ اعمالنا للحجّ او محالّ عباداتنا على ان يكون جمع المنسك اسم المكان، او عباداتنا على ان يكون جمع المنسك مصدراً ميميّاً والنّسك بتثليث النّون واسكان السّين او بضمّتين العبادة او اعمال الحجّ مخصوصاً { وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } قد مضى بيان لتوبة العبد وتوبة الرّبّ عند قوله تعالى: { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [البقرة: 37].