التفاسير

< >
عرض

قُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
١٣٦
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ } خطاب للمؤمنين او للائمّة خاصّة كما ورد عن الباقر (ع) انّما عنى بذلك عليّاً (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وجرت بعدهم فى الائمّة. ثمّ يرجع القول من الله فى النّاس فقال تعالى: { فَإِنْ آمَنُواْ } يعنى النّاس { بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ }؛ الآية { وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا } من الاحكام والقرآن { وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } وهم اولاد اولاد يعقوب. سئل الباقر (ع): هل كان ولد يعقوب انبياء؟ - قال: لا ولكنّهم كانوا اسباطاً اولاد الانبياء؛ ولم يكونوا فارقوا الدّنيا الاّ سعداء، تابوا وتذكّروا ما صنعوا، وهذا يدلّ على أنّ السّبط أعمّ من الولد وولد الولد { وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ } المذكورون وغير المذكورين يعنى قولوا آمنّا بالله وما أنزل الينا من الاحكام والكتاب تفصيلٌ او آمنّا بما أنزل على سائر النّبيّين من الشّرائع والكتب اجمالاً لعدم اطّلاعهم على ما أنزل الى الانبياء تفصيلاً { مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } اضيف بين الى احدٍ لوقوعه فى سياق النّفى وعمومه { وَنَحْنُ لَهُ } لله { مُسْلِمُونَ } روى انّ أمير المؤمنين (ع) علّم اصحابه ان اذا قرأتم قولوا: { آمنّا فقولوا آمنّا بالله }، الآية، وهذا يدلّ على انّ القارئ ينبغى ان يقدّر لسانه لسان الله وان يتصوّرانّ الامر الجارى على لسانه انّما هو جارٍ من الله وفرض نفسه مأمورة وأوقعها موقع الامتثال والإِتمار فان كان المأمور به قولاً ذكره وكرّره، وان كان عملاً عمله مثل الأمر بالسّجدة فى آيات السّجدة.