التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
١٥٦
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ } بشيءٍ يؤذيه وأقلّه ان شاكته الشوكة خرجوا من انانيّتهم واستسلموا لخالقهم و { قَالُواْ } بلسان أبدانهم وأحوالهم { إِنَّا لِلَّهِ } مبدءً وملكاً { وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ } فى المنتهى والاخبار فى فضل الصّبر على المصيبة والاسترجاع عندها كثيرة جدّاً، ولمّا كان المصائب الواردة على الانسان لا مداخله لنفسه واختياره فيها حتّى يجعل مآربه النّفسانيّة غاية لها كان انموذج اجرها مشهوداً له من كسر انانيّته وكبريائه والتضرّع الى ربّه والالتجاء اليه والقرب منه بخلاف العبادات الّتى يعملها الانسان باختياره وينظر فيها الى أغراض نفسه فانّه لا يجد فيها أجراً وقرباً ولّذة.