التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٧٤
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ
١٧٥
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } امّا المقصود منافقوا الامّة واسقاطهم من الكتاب مناقب علىّ (ع) ومثالب أحزابهم ولذا أتى بالمضارع اخباراً بما يقع بعد، او المراد أعمّ من اهل الكتاب ومنافقى الامّة و { من الكتاب } صلة أنزل اى ما أنزل الله من اللّوح المحفوظ او من مقام النّبوّة وهو مقام القلب الى الصّدر وعالم الطّبع او حال ممّا أنزل الله، ومن للتّبعيض على ان يكون المراد بالكتاب التّدوينىّ او اعمّ منه ومن احكام النّبوّة { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } قد مضى بيان مبسوط لاشتراء الثمن القليل بالآيات فى اوّل السّورة عند قوله { وَلاَ تَشْتَرُوا بآيَاتِى ثَمَناً قَلِيلاً } { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ } اى ما يدخلون بالأكل من الاعواض الّتى يأخذونها بما أنزل { فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } ومثل هذه قد تكرّر فى الكتاب والكلّ مبنىّ على التّضمين { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } كناية عن عدم الاعتداد بهم لشدّة الغضب { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } لا يطهّرهم، او لا يثنى عليهم بأنّهم ازكياء، او لا ينعم عليهم من زكى الرّجل اذا صلح وتنعّم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } اى استبدلوا الضّلالة الّتى هى ملك الشّيطان بالهدى الّذى كان لهم ملكاً فى الدّنيا { وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } فى الآخرة { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } فما أجرأهم على فعلٍ يدخلهم فى النّار ويبقيهم فيها فهو تعبير عن الشّيء بالّلازم ولذا اختلف الاخبار فى تفسيرها واختلف المفسّرون فى بيانها.