التفاسير

< >
عرض

حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ
٢٣٨
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ حَافِظُواْ } ابتداء كلامٍ للتّرغيب فى الصّلاة والتّوجّه الى الله بعد ذكر النّساء واحكامهنّ والطّلاق واحكامه كأنّه قال: هذه احكام الكثرات لكن لا ينبغى لكم الغفلة عن جهة الوحدة والتّوجّه الى الله فواظبوا { عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ } بالمحافظة على مواقيتها وحدودها وأركانها وقد مضى فى اوّل السّورة بيان للصّلاة ومراتبها وانّها ذات مراتب كمراتب الانسان والصّلوات القالبيّة لكون كلّ فى عرض الاخرى لا فى طولها لا تفاضل بينها وانّ مراتب الصّلاة الطوليّة كلّ عالية منا محيطة بالدانية ومقوّمة لها وحكمها بالنّسبة الى دانيتها حكم الرّوح بالنّسبة الى الجسد وهى متوسّطة معتدلة كما انّ الرّوح بالنّسبة الى الجسد متوسّطة معتدلة فقوله تعالى: { وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ }
بيان الصّلاة الوسطى
{ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ } اى الفضلى او المتوسّطة او المعتدلة اشارة الى المراتب العالية من الصّلوات لا الى شيءٍ من الصّلوات العرضيّة، وتفسيرها بصلوة الظّهر كما فى الاخبار الواردة من طريق الشّيعة لكونها مظهراً للصّلاة الوسطى بوجهٍ كما انّ ليلة القدر والاسم الاعظم عبارة عن ليلة هى روح بالنّسبة الى اللّيالى العرضيّة وعن اسم كذلك وقد فسّروهما بشيءٍ من اللّيالى والاسماء العرضيّة لكونهما مظهرين لهما مظهريّة خاصّة غير المظهريّة العامّة المشترك فيها جميع اللّيالى والاسماء وقد فسّروها بصلاة العصر او المغرب او العشاء او الصّبح، وقد نقل انّها مختفية فى الصّلوات الخمس لم يعيّنها الله وأخفاها فى جملة الخمس ليحافظوا على جميعها كما انّه اختفى ليلة القدر فى ليالى شهر رمضان او فى ليالى السّنة والاسم الاعظم فى جميع الاسماء، وساعة الاستجابة فى ساعات يوم الجمعة { وَقُومُواْ } فى الصّلاة { للَّهِ قَانِتِينَ } اى داعين بوضع قنوت الصّلاة او خاشعين او طائعين او ساكتين عن هواجس النّفس او عن كلام غير ذكر الله او قوموا اى اعتدلوا لله او قوموا بامور الكثرات واكفوا مهمّات اهليكم، ولفظ لله امّا متعلّق بقوموا او بقانتين وكان التّقديم للحصر والاهتمام.