التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٢٥٢
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ تِلْكَ } الّتى ذكرت من اماتة الالوف ووقوعهم على ما فرّوا منه واحياءهم بعد اماتتهم واستقراضه ممّن اعاده ما اعاده ايّاهم ومضاعفة العوض لهم وتسليط طالوت الفقير على الاغنياء والاشراف وابتلاء بنى اسرائيل بالنّهر وشرب الكثير وعدم شرب القليل وغلبتهم مع قلّتهم على جنود جالوت الكثيرة وقتل داود (ع) جالوت وايتائه الملك مع كونه راعياً والحكمة والعلم، وجعل دفع النّاس بعضهم ببعض الّذى هو سبب فساد الارض سبباً لصلاحها { آيَاتُ ٱللَّهِ } التّكوينيّة الدّالّة على كمال قدرته وحكمته وانّه لا ينظر فى عطائه الى شرفٍ وحسبٍ ونسبٍ المبنيّة بآياته التّدوينيّة { نَتْلُوهَا } من التلاوة { عَلَيْكَ } خبر بعد خبر او خبر ابتداء وآيات الله بدل من تلك او حال او مستأنف جواب لسؤالٍ مقدّرٍ { بِٱلْحَقِّ } ظرف مستقرّ حال عن الفاعل او المفعول اى حال كوننا ظاهرين بالحقّ او حال كوننا متلبّسين بالحقّ اى الصّدق او ظرف لغو متعلّق بنتلوا اى نتلوها بسبب الحقّ المخلوق به فانّ افعال الله تعالى لا تصدر الاّ بتوسّط الحقّ الّذى هو المشيئة { وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } عطف على قوله تلك آيات الله او حال عن الآيات او عن مفعول نتلوها او عن الضّمير المجرور والمقصود انّا نتلو الآيات عليك والحال انّك من المرسلين فبلّغها حتّى يعلموا انّك صادق فى دعواك حيث تخبر بالمسطورات فى كتبهم من غير تعلّمٍ وتعرّفٍ.