التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
٥٣
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ آتَيْنَا } واذكروا اذ آتينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ } ما به يفرق بين الحقّ والباطل والمحقّ والمبطل والمراد بالكتاب النّبوّة والتّوراة صورتها وبالفرقان الرّسالة او المراد بالكتاب النّبّوة والرّسالة وبالفرقان الولاية فانّها الفارقة بين الخير والشّرّ والخيّر والشّرير والتّوراة صورتهما ولذا فسّر الكتاب بالتّوراة او النّبوّة يعنى الّتى كانت فى موسى (ع) والفرقان بالاقرار بمحمّد (ص) والطّيّبين من آله (ع) فانّه كالولاية فارق، نقل انّه لمّا أكرمهم الله بالكتاب والايمان به أوحى الله الى موسى هذا الكتاب قد أقرّوا به وقد بقى الفرقان فرق ما بين المؤمنين والكافرين فجدّد عليهم العهد به فانّى آليت على نفسى قسماً حقّاً لا أتقبّل من أحدهم ايماناً ولا عملاً الاّ به، قال موسى (ع): ما هو يا ربّ؟ - قال الله: يا موسى تأخذ عليهم انّ محمّدا (ص) خير النّبيّين وسيّد المرسلين، وانّ أخاه ووصيّه عليّاً خير الوصيّين، وأنّ اولياءه الّذين يقيمهم سادة الخلق، وانّ شيعته المنقادين له ولخلفائه نجوم الفردوس الا على وملوك جنّات عدنٍ فأخذ عليهم موسى ذلك؛ فمنهم من اعتقده حقّاً ومنهم من أعطاه بلسانه دون قلبه، فالفرقان النّور المبين الّذى كان يلوح على جبين من آمن بمحمّد (ص) وعلىّ (ع) وعترتهما وشيعتهما وفقده من جبين من أعطى ذلك بلسانه دون قلبه اقول: الاقرار بهذه المعانى والمراتب المذكورة ليس الاّ بقبول الولاية فانّه بالولاية يتبيّن مراتب الوجود وأنّ بعضها افضل من بعضٍ ومراتب الرّسل والاوصياء وانّ بعضهم أكمل من بعضٍ لا بغيرها { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } الى مقامات الانبياء والرّسل ومراتب الوجود ومراحل السّلوك وعوالى العوالم.