التفاسير

< >
عرض

فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
٥٩
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } اى لم يسجدوا كما أمروا ولا قالوا ما أمروا بل دخلوا الباب بأستاههم وقالوا بدل حطّةٍ: حنطة حمراء نتقوّتها أحبّ الينا من هذا الفعل وهذا القول، او قالوا حنطة فى شعير. وروى أنّه كان خلافهم انّهم لمّا بلغوا الباب رأوا باباً مرتفعاً وقالوا: ما بالنا نحتاج ان نركع عند الدّخول هيهنا ظنّنا أنّه باب متطأ من لا بدّ من الرّكوع فيه وهذا باب مرتفع والى متى يسخر بنا هؤلاء يعنون موسى ثمّ يوشع بن نون ويسجدوننا فى الاباطيل وجعلوا أستاههم نحو الباب وقالوا بدل قولهم حطّة: ما معناه حنطة حمراء فذلك تبديلهم { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } وضع الظّاهر موضع المضمر وتكرار الموصول لتمكين قبح الظّلم فى قلوب المستمعين والاشعار بسببيّته للزّجر كما انّ تعليق التّبديل على الموصول كان للاشعار بسببيّته لتبديل قول النّبىّ (ص) الّذى هو قول الله والمقصود التّعريض بأمّة محمّد (ص) وظلمهم لاهل البيت (ع) وتبديلهم قول النّبىّ (ص) ونسب الى الباقر (ع) أنّه قال: نزل جبرئيل (ع) بهذه الآية فبدّل الّذين ظلموا آل محمّد (ص) حقّهم غير الّذى قيل لهم فأنزلنا على الّذين ظلموا آل محمّد (ع) وهذا باعتبار المعرّض به والمقصود من الآية { رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } الرّجز بالكسر وبالضّم بمعنى العذاب او النّجاسة او مطلق ما يعاف عنه كالرّجس { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } يخرجون من امر الله وطاعته ذكر انّ الرّجز الّذى أصابهم انّه مات منهم فى بعض يوم بالطّاعون مائة وعشرون ألفاً وهم الّذين كانوا فى علم الله أنّهم لا يؤمنون ولا يتوبون ولم ينزّل على من علم أنّه يتوب او يخرج من صلبه ذرّيّة طيّبة.