التفاسير

< >
عرض

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
٧٥
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَتَطْمَعُونَ } بعد ما سمعتم من أحوال أسلافهم الموافقين لهم فى الشّؤن { أَن يُؤْمِنُواْ } اى هؤلاء الموجودون المشابهون لهم { لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } اى من اسلافهم { يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } فى اصل جبل طورٍ حين ذهابهم مع موسى (ع) لسماع كلام الله والشّهادة لبنى اسرائيل بسماع كلام الله تعالى او يسمعون كلام الله من التّوراة او الانجيل او من لسان الانبياء والاولياء او المراد افتطمعون ان يؤمن هؤلاء الموجودون لكم وقد كان فريق من هؤلاء يسمعون كلام الله من الكتاب النّازل عليكم، او من لسان محمّدٍ (ص) او من التّوراة فى وصف محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وطريقهما { ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ } التّحريف جعل الشّيئ فى طرفٍ من الحرف بمعنى الطّرف وتحريف الكلام جعله فى طرفٍ من موضعه الّذى وضع فيه وتحريف الكلم من بعد مواضعه بمعنى جعله فى طرف بعد وقوعه فى موضعه ويلزم تحريف الكلم تغييره؛ ولذلك قد يفسّر به، وتحريف كلام الله امّا بتغيير لفظه باسقاطٍ وزيادةٍ وتقديم وتأخير حتّى يظّنّ به غير معناه المقصود، او بتفسيره وتبيينه بغير المعنى المقصود منه حتّى يشتبه على من لا خبرة له { مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } ادركوه بعقولهم { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } انّهم يحرّفونه اوهم العلماء ومن شأن العالم وخصوصاً اذا عقل أمراً ان لا يحرّفه فهم أشدّ عذاباً من غيرهم حيث خالفوا مقتضى علمهم وتعقّلهم.