التفاسير

< >
عرض

وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
٩٦
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ } حقيرة دانية لا ينظر اليها حتّى تعرف، وهذا دليل على أنّهم مقبلون على الدّنيا ومدبرون عن الآخرة ونعيمها فلا يريدونها فكيف يتمنّونها { وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } عطف على النّاس فانّه بتقدير من وتخصيص المشركين بعد النّاس لانّهم احرص من سائر النّاس على الحيوة الدّنيا { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ } كلّ واحد منهم فانّ الاضافة تفيد العموم البدلىّ { لَوْ يُعَمَّرُ } لو مصدريّة { أَلْفَ سَنَةٍ } غفلة عن الله وعن الآخرة ونعيمها واطمئناناً بالدّنيا ونعيمها وليس هذا شأن أولياء الله ولا أصحاب الآخرة ونعيمها { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ } هو راجع الى أحدهم وان يعمّر فاعل مزحزحه او هو راجع الى التّعمير المستفاد من يعمّر وفاعل مزحزحه راجع الى مرجع هو ومفعوله راجع الى أحدهم وان يعمّر بدل منه؛ او هو ضمير مبهم كضمير الشّأن وان يعمّر تفسيره { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } تهديدٌ لهم على مخالفة أفعالهم لاقوالهم.
واعلم أنّه كان من أقوال اليهود انّ جبرئيل عدوٌّ لنا فانّه ملك موكّلٌ على القتل والشّدّة والحرب والجدب وأنّه أعان على خراب بيت المقدّس لانّه منع دانيال عن قتل بختنصّر وأعان على قتل بنى اسرائيل وخراب بيت المقدّس وقالوا لمحمّد (ص) على اختلافٍ فى الرّوايات: ان كان ميكائيل يأتيك نؤمن بك وان كان جبرئيل يأتيك لا نؤمن بك فانّه عدوٌّ لنا فقال الله تعالى { قُلْ } يا محمّد (ص) لهم { مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ }.