التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٣١
-طه

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ } من اصناف النّعم الصّوريّة ومستلذّات القوى الحيوانيّة وهو خطاب لمحمّدٍ (ص) على ايّاك اعنى واسمعى يا جارة، ويجوز ان يكون الخطاب عامّاً على بُعدٍ { أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } هو مفعول به لمتّعنا والمعنى لا تمدّن عينيك الى ما متّعنا اصنافاً من النّاس او هو حال من ما او من ضمير به والمعنى لا تمدّنّ عينيك الى ما متّعنا به حال كونه اصنافاً من النّعم والمستلذّات ومنهم حينئذٍ يكون مفعولاً به سواء جعلت من التّبعيضيّة اسماً او قائماً مقام الموصوف المحذوف لقوّة معنى البعض فيه { زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } منصوب على الذّمّ او بدل من محلّ ما متّعنا ووجه الاتيان به التّصريح بفناء ما متّعهم به وذمّه وذمّهم والاشعار بانّ المنهىّ النّظر الى ما يتمتّع به فى الدّنيا، وامّا نعيم العقبى او قرب المولى فينبغى ان يكون مطمح الانظار { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنعذّبهم او نختبرهم لانّ كثرة الاموال سبب لعذاب صاحبه لاهتمامه بجمعها وحفظها حتّى انّهم يحرّمون على انفسهم الحظوظ البدنيّة لاجل حفظها وجمعها واستنمائها ولخوف فنائها وسرقتها حتّى انّهم يحرمون طيب المنام لخوف زوالها ولانّ كثرة المال تورث كثرة الحقوق والتّعبّد بادائها فرضاً وندباً والتّقييد به ذمّ آخر وتسلية اخرى للمؤمنين { وَرِزْقُ رَبِّكَ } الّذى اعطاك او تترقّبه { خَيْرٌ } امّا مجرّد عن التّفضيل او المقصود تفضيل رزق الرّبّ على زعم من طمح نظره الى متاع الدّنيا وعدّه خيراً، او متاع الدّنيا خير بشرط ان يكون مع الايمان { وَأَبْقَىٰ } هذا ايضاً على زعمهم والاّ فلا بقاء لمتاع الدّنيا.