التفاسير

< >
عرض

وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ
٨٥
-الأنبياء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ } عطف او بتقدير فعل مثل ما سبق { كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } فانّ اسماعيل (ع) صبر فى بلدٍ لا زرع به ولا انيس من اوّل الصّبا، وادريس (ع) صبر على دعاء القوم مع شدّتهم فى الانكار لانّه كان اوّل من بعث اليهم، وامّا ذوا الكفل فقد اختلف فيه فقد نسب الى الرّضا (ع) انّه يوشع بن نون، وقيل: انّه الياس (ع)، وقيل: انّه زكريّا (ع)، وقيل: كان رجلاً صالحاً ولم يكن نبيّاً تكفّل لنبىّ وقته بصوم النّهار وقيام اللّيل وان لا يغضب ويعمل بالحقّ فوفى بذلك، وقيل: كان نبيّاً ولم يقصّ الله خبره، وقيل: هو اليسع كان مع الياس وليس اليسع الّذى ذكره الله فى القرآن تكفّل لملكٍ جبّارٍ ان هو تاب دخل الجنّة ودفع اليه كتاباً بذلك وكان اسمه كنعان فسمّى ذا الكفل، ونسب الى الخبر انّه كان من الانبياء المرسلين وكان بعد سليمان (ع) بن داود (ع)، والكفل بمعنى الضّعف لضعف ثوابه بالنّسبة الى اهل زمانه لشرفه وبمعنى النّصيب وبمعنى الكفالة والكلّ مناسب.