التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
٩٢
وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ
٩٣
-الأنبياء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما قلت لهؤلآء الانبياء او العباد بعد بعث الانبياء؟- فقال قلت لهم: انّ هذه امّتكم، او حال عن الافعال السّابقة على سبيل التّنازع وكلا الوجهين بتقدير القول اى قلنا للانبياء بعد قبول امرهم واجتماع جمعٍ على شريعتهم: هذه امّتكم ومؤتمّون بكم، او قلنا للخلق او لمن اتّبعهم: هؤلآء الانبياء مأموموكم، او قلنا للانبياء او للاتباع: هذه الطّريقة الّتى هى التّوحيد والتّسليم طريقتكم، او هو جوابٌ لسؤالٍ مقّدرٍ او حال بتقدير القول، وخطاب للحاضرين فى زمان محمّد (ص) والمعنى انّ هذه الجماعة من الانبياء المذكورين ائمّتكم واسوتكم، او هذه الطّريقة طريقتكم { أُمَّةً وَاحِدَةً } جماعة واحدة من حيث الطّريقة او طريقة واحدة غير متفرّقة { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوۤاْ } عطف على القول المقدّر اى قلنا انّ هذه امّتكم امّة واحدة وتقطّعوا { أَمْرَهُمْ } اى امر دينهم اوامر امامتهم بان جعل كلّ لنفسه ديناً وطريقاً او اماماً ومقتدىً، او امر اتباعهم بان جعل كلّ منهم اتباعهم لأهويةٍ عديدةٍ { بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } جواب لسؤالٍ مقّدرٍ ووعدٌ ووعيدٌ كأنّه قيل: ما يصير حالهم؟- قال: كلّ الينا راجعون او حال مفيدة لهذا المعنى يعنى رجوع الكلّ الينا فنجازيهم على حسب امرهم وطريقهم، وصيغة تقطّعوا للمبالغة فى الفعل، وبينهم ظرف لغو متعلّق بتقطّعوا، او مستقرّ حال من امرهم والمعنى فرّقوا امر دينهم او امر امامتهم او اتّباعهم بينهم.