التفاسير

< >
عرض

فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ
٩٤
-الأنبياء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَمَن يَعْمَلْ } الفاء للتّرتيب فى الاخبار { مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ } بعضاً من الصّالحات { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } بالايمان العامّ والبيعة العامّة النّبويّة او بالايمان الخاصّ والبيعة الخاصّة الولويّة { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } كفران السّعى كناية عن ضياعة علّق عدم ضياع السّعى على عمل شيءٍ من الصّالحات به يظهر اثر الايمان على البدن او النّفس مقيّداً بقبول الدّعوة الظّاهرة او الدّعوة الباطنة واذا اعتبر مفهوم القيدين صار المعنى: من لم يعمل شيئاً من الصّالحات سواء لم يعمل شيئاً من السّيّئات او عمل بعضها او كلّها، وسواء كان مؤمناً او كافراً، ومن عمل شيئاً من الصّالحات او جميعها ولم يكن مؤمناً ضاع سعيه وهو هكذا كما يدلّ عليه الاخبار، فليس الامر كما يقوله القلندريّة من انّك اذا عرفت فاعمل ما شئت، فلا تصغوا اخوتى الى اقاويل البطّالين من المتصوّفة والقلندريّة واعملوا بلوازم ايمانكم ما قدرتم ثمّ تفوزوا ان شاء الله بنتائج ايمانكم واعمالكم { وَإِنَّا لَهُ } اى لذلك البعض من الصّالحات او لسعيه { كَاتِبُونَ } او لاجل من يعمل من الصّالحات كاتبون فى صحائف عمله ما يعمله.