التفاسير

< >
عرض

حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ
٩٦
-الأنبياء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } غاية لعمل الصّالحات او لعدم كفران السّعى او لحرمة الرّجوع او لحرمة عدم الرّجوع او لعدم الرّجوع عن الغىّ والمراد بانفتاح يأجوج ومأجوج انفتاح سدّهم وقد سبق فى سورة الكهف بيان يأجوج ومأجوج وتأويلهما ووجه منع صرفهما { وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ } مرتفع من الارض { يَنسِلُونَ } اى يسرعون والضّمير ليأجوج ومأجوج او للنّاس، وقرئ من كلّ جدثٍ ينسلون وهو يؤيّد ارجاع الضّمير الى النّاس فانّ الجدث بمعنى القبر.
اعلم، انّ امثال هذه من الرّموز الّتى رمزوها الاقدمون من الانبياء والحكماء والمنظور من حكاياتها ليس الاّ التّنبيه على المرموز اليه وليس النّظر من الله تعالى ولا من خلفائه الى صورة السّمر، والمراد بيأجوج ومأجوج فى العالم الصّغير جنود ابليس المتولّدة من الجنّيّة الّتى اتى بها لابن آدم وبقبول الولاية يجعل صاحب الولاية سدّاً بينهم وبين بنى آدم الّذين تولّدوا من الحوراء الّتى اتى بها لابنه الآخر، واذا قرب السّاعة انفتح السّدّ وخرج يأجوج ومأجوج واستغرقوا تمام صفحة النّفس واكلوا ما وجدوا فيها وهرب بنو آدم من صفحة النّفس فراراً منهم فلا يبقى تلّ ووهد الاّ كان يأجوج ومأجوج مسرعين فيه وكان النّاس مسرعين منه.