التفاسير

< >
عرض

لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ
٣٧
-الحج

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ فانّه تعالى لمّا قال: { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } وكان المنظور من شعائر الله ههنا الاضحيّات وكان الاضحيّة ما يهراق دمه ويؤكل لحمه ووصفها الله تعالى بالاقتران بتقوى القلوب صار المقام مقام ان يسأل هل يصل الى الله لحومها ودماؤها؟- فقال جواباً له: لن ينال الله { لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } وقيل: كانوا فى الجاهليّة اذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدّماء فلطّخوا حول البيت بها قربة الى الله { كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } كرّر هذه الكلمة تأكيداً ومقدّمة لغاية اخرى هى قوله { لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } الى تسخيرها، او الى مناسك بيته، او الى معالم دينه، او الى ذبح القوى البهيميّة من النّفس، او الى ولىّ امركم { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } عطف على مقدّر او باعتبار المعنى كأنّه قيل: فكبّر الله وبشّر المحسنين فى اعمالهم، او العاملين كأنّهم يرون الله او المحسنين الى خلق الله، او الّذين شيمتهم الاحسان، او المؤمنين بالايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الولويّة فانّ اصل الاحسان هو الولاية الّتى هى البيعة الخاصّة الولويّة الّتى يعبّر عنها بالايمان.