التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ
٤١
-الحج

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } صفة او بدل من الّذين آمنوا او من الّذين يقاتلون، او من الّذين اخرجوا، او ممّن ينصره، او خبر للّذين اخرجوا، او خبر مبتدءٍ محذوفٍ، او مبتدء خبرٍ محذوفٍ، او مفعول فعلٍ محذوفٍ والمراد بالتّمكين فى الارض الاقدار على التّصرّف فيها باىّ نحو شاؤوا { أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ } قد مضى فى اولّ البقرة تحقيق تامّ للصّلٰوة واقامتها وللزّكٰوة وايتائها { وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } قد أسلفنا فى سورة البقرة عند قوله تعالى { { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ } [البقرة: 44] بياناً وافياً للامر بالمعروف والنّهى عن المنكر، ولمّا كان معاملة العبد الكامل بينه وبين الله مقصوراً على الصّلٰوة والزّكٰوة كما اسلفنا هناك، ومعاملته بينه وبين العباد محصوراً على الامر بالمعروف والنّهى عن المنكر اذا عمّم الامر والنّهى للقولىّ والفعلىّ بالصّراحة او الالتزام حتّى يشملا الاحسانات والتّحيّات والنّصيحات اتى فى مديحتهم بهاتين الصّفتين ولم يتجاوز عن الصّنفين { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ } جملة حاليّة ومديحة اخرى، ولام الامور عوض عن المضاف اليه والمعنى اقاموا الصّلٰوة فى حال كون امورهم المذكورة او مطلق امورهم لله ليس فيها شوب قصد للنّفس غير الله، او هى عطف او حال، ووعد للمحسن ووعيد للمسيء من غير نظرٍ الى المؤمنين او غيرهم.