التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٦٥
-الحج

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ } تقرير لمالكيّته ومبدئيّته وغنائه عمّا فى الارض وانّ ايجاد ما فى الارض وتسخيره للانسان والخطاب لمحمّد (ص) او لكلّ من يتأتّى منه الخطاب { وَٱلْفُلْكَ } قرئ بالنّصب عطفاً على ما فى الارض او على اسم انّ، وبالرّفع مبتدءاً { تَجْرِي } مستأنفٌ او حالٌ او خبرٌ { فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } التّكوينىّ فانّ طفوّ الاخشاب وخرقها للماء وتحريك الرّياح او البخار لها كلّها بأمره التّكوينىّ { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ } من الافلاك والكواكب والسّحاب وامطارها كلّها فى احيازها ومراكزها { أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ } اى من الوقوع عليها { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } يعنى اذا اذن الله فى وقوعها على الارض تقع عليها فلا بدّ من تعميم السّماء والارض حتّى يصحّ هذا بان يقال: انّ الله يمسك السّماء من الافلاك وكواكبها وآثارها، ومن النّفوس والعقول والارواح وآثارها من الوقوع على أرض التّراب وعلى اراضى الموادّ من جملة العناصر والافلاك والنّطف والبذور والعروق وجملة المواليد الاّ باذنه فان لم يأذن لم يتّصل اثرٌ بذى اثرٍ ولا قوّة بذى قوّةٍ ولا طبع بذى طبع، ولا نفس وعقل بذى نفسٍ وعقلٍ { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } تعليل لتسخيره الاشياء للانسان وامساك السّماء، والفرق بين الرّأفة والرّحمة بان يجعل احداهما سجيّة الرّحمة والاخرى اثرها الظّاهر على الاعضاء وان كان يستعمل كلّ فى كلّ كسائر السّجايا.