التفاسير

< >
عرض

وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ
١٨
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَنزَلْنَا } عطف فيه معنى التّعليل { مِنَ ٱلسَّمَآءِ } اى من جهة العلو او من السّحاب { مَآءً بِقَدَرٍ } بحيث تنتفعون به ولا يفسد اماكنكم ولا زراعاتكم به ولا نمنعكم بحيث لا يحصل ما به معاشكم ومدد حيوتكم فانّه لو كان المطر متتالياً متكاثراً افسد الابنية والزّروع، وهكذا القنوات والعيون والسّيول والبحار لو كثرت مياهها بحيث احاطت بوجه الارض لافسدت واهلكت ولو لم يكن ماء اصلاً لم تكن حيٰوة ابداً، وانزال الماء بقدرٍ دليل عدم غفلتنا عن الخلق، ولا يذهب عليك انّ انزال ماء الحيٰوة الحيوانيّة والبشريّة من سماء الارواح واسكانه فى ارض البدن الحيوانىّ والانسانىّ منظور ايضاً { فَأَسْكَنَّاهُ فِي ٱلأَرْضِ } ليستقى به زراعاتكم وبهائمكم وتنتفعون به فى سائر منافعكم { وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } فأبقيناه فى الارض ترحّماً عليكم.