التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
٥٠
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً } فانّ مريم (ع) كانت من اوّل بلوغها آية الله لانّها كانت متعبّدة غير ملتفتةٍ الى الدّنيا وملاذّها، يأتيها رزقها من الله يأتيها فاكهة الصّيف فى الشّتاء وفاكهة الشّتاء فى الصّيف وحملت من غير مسيس بشرٍ، وكان مدّة حملها اقصر مدّةٍ؛ ساعة او اكثر بيسير، فانّها لم يظهر على احدٍ انّها كانت حاملة وحملت من غير زوال بكارتها وكون عيسى (ع) آية لا حاجة فيه الى التّفصيل { وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ } مكانٍ مرتفعٍ، وقرئ الرّبوة بضمّ الرّاء وفتحها، وقرئ رباوة بضمّ الرّاء وكسرها، والرّبوة والرّباوة بتثليث الرّاء فيهما المرتفع من الارض { ذَاتِ قَرَارٍ } للماء بانبساطها واستوائها او للنّاس بسبب انّ من كان فيها ومن دخلها يستقرّون فيها لحسن مكانها ووفور النّعم فيها { وَمَعِينٍ } اى ذات ماءٍ جارٍ من معن الماء اذا جرى، او من الماعون بمعنى المعروف، او اسم مفعول من العين بمعنى المدرك بالعيون لظهورها وارتفاعها والمراد بها بيت المقدس او دمشق او رملة فلسطين او مصر، وعن ابى جعفر (ع) وابى عبدالله (ع) انّها حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات.