التفاسير

< >
عرض

وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ
٧١
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
٧٢
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ } الحقّ المطلق هو الله، والحقّ المضاف مشيّته وهى فعله تعالى ثمّ الولاية ثمّ النّبوّة ثمّ الرّسالة ثمّ كلّ ما كان الحقّيّة فيه غالبةً والبطلان مغلوباً { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } لانّ اهواءهم لا تتجاوز عمّا فيه مشتهى نفوسهم من غير ملاحظة غايةٍ لذلك المشتهى ومن غير ملاحظة حقوق من فى عالمهم الصّغير ومن فى العالم الكبير ولو لم يراع الحقوق لفسدت السّماوات والارض ومن فيهنّ فى العالم الصّغير وفسد من فى العالم الكبير وفسد سماوات العالم الكبير وارضه لفساد غايتهما الّتى هى صلاح من فيهما { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } يعنى انّ انكار الحقّ الّذى جاء به محمّد (ص) امر عظيم وهؤلاء لخروجهم عن الفطرة الانسانيّة انكروا انكاراً اعظم منه وهو انكارهم ذكرهم وشرفهم او وعظهم ونصحهم وقد آتينا نحن ذلك لهم فهو اضراب من الادنى الى الاعلى، والمراد بالذّكر الرّسول او القرآن او الشّريعة او السّلطنة { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ } الّذى آتيناهم نحن به{ مُّعْرِضُونَ أَمْ تَسْأَلُهُمْ } يعنى بل ليس المانع شيئاً من ذلك ولكن تسألهم { خَرْجاً } فيثقل ذلك الخرج عليهم فينكرون رسالتك لذلك فلا تسألهم ذلك ان كنت تسألهم { فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } لك من كلّ خراج فانّ خراجه كلّ ما سواه { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } قد سبق بيان كونه خير الرّازقين فى سورة الحجّ.