التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٩
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ } قرئ مفرداً وجمعاً { يُحَافِظُونَ } ولمّا كان المفرد المضاف الغير المراد به فرداً معيّناً او فرداً ما مفيداً للعموم لم يكن بين الجمع والمفرد فرق، والمحافظة المواظبة على الشّيء بالذبّ عنه والحفظ له عن الضّياع والمحافظة على الصّلوات القالبيّة والصّدريّة والقلبيّة بالذّبّ عنها ودفع الشّياطين الجنّيّة والانسيّة عن المداخلة فيها وحفظ اوقاتها وحفظ حدود كلّ منها والدّوام عليها على كلٍّ بحسبه بان لا يترك الصّلٰوة القالبيّة فى اوقاتها ولا يغفل عن الصّلوات الصّدريّة والقلبيّة الذّكريّة والفكريّة، وكرّر ذكر الصّلٰوة بذكرها اوّلاً بوصف الخشوع فيها الّذى هو من احكامها الباطنة، واخيراً بوصف الحفظ عليها الّذى هو اعمّ من حفظ صورتها واحكامها الظّاهرة وحفظ معنيها واحكامها الباطنة للاهتمام بشأنها، وللاشارة الى انّها ينبغى ان تكون مفتتح الكلّ ومختتمها، والاتيان بالمضارع ههنا للاشارة الى انّ مخلاّت الصّلٰوة الباطنة والظّاهرة متجدّدة الحدوث استمراراً والمحافظة عليها من اخلال مخلاّتها ينبغى ان تكون متجدّدة الحدوث استمراراً بخلاف سائر الاوصاف.